بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 29 أكتوبر 2011

الأقراص المنتفخة (البارزة) HERNIATED DISCS

كثيراً ما يكون التشخيص مختلاً للأقراص البارزة المنتفخة لأن الفحص بالرنين المغناطيسي - وهو ما يستند إليه أغلب الأطباء والجراحين - لا يمكن أن يُدلل على أكثر من 25% إلى 40% من حالة المريض، وحتى عندئذٍ فإن نتيجة هذا الفحص لا تشير بالضرورة إلى المشكلة الحقيقية التي يعاني منها المريض. إن تلك الفحوص من الممكن أن تساعد ولكنها لا يمكن أن توّفر الدليل القاطع لحالةٍ معينةٍ. فعلي سبيل المثال، قد لا تنعكس على المريض  أية أعراض من تلك المتوقعة في مثل تلك الفحوص، والعكس صحيحٌ أيضاً. لذلك فمن الضروري أن يؤخذ في الاعتبار التاريخ وعلم الأمراض ومدى الحركة، وهو ما يُعَدُّ خارج نطاق دراسة معظم الجراحين والممارسين العاميّن.
في حالات العضلات أو الأربطة الممزقة، يعدّ من المستغرب تمزق النسيج الناعم: ومن المرجح ببسطة أن يكون قد "ضُغٍطَ". فإذا أُعيقت الحركة السلبية بسبب أصغر انحراف لمفصلٍ (مهما تناهت ضآلته) فإن النسيج الناعم وكذلك الرباط سيصابان بالتقلص والانكماش، وهو ما يحدث في معظم الحالات. و قد يشعر عندئذٍ بأنه قد مزق أحد الأربطة، ولكنّ الواقع أن ذلك غير صحيحٍ.
 إن سُمك جذور العصب عند العمود الفقري يبلغ ثلثي الملليمتر، بينما تبلغ المسافة بين القرص وبين العصب الفقري 1.2 إلى 1.5 من الملليمتر. ويبلغ ارتفاع كل قرص في المنطقة القَطَنية 9 ملليمتر وفي المنطقة الصدرية 6 ملليمتر وفي منطقة الرقبة (العنق) 3 ملليمتر.
إن الأعصاب الفقرية تستطيع السيطرة على العضلات وعلى الحركة والإحساس أو على مزيجٍ مشتركٍ بينها. وإذا تأثرت بنوعٍ من الانحراف في المفصل أو ما إلى ذلك فإن المريض ينتابه شعورٌ بأنواعٍ مختلفة من الألم مصحوبٍ بتنميلٍ أو تخدرٍ في أجزاءٍ مختلفةٍ من الجسم كالذراع أو اليد أو أصابع اليدين أو القدمين.
العلاج
إذا تفتق القرص أو انتفخ (يتدلى القرص ويهبط عندما يبدأ الإطار الخارجي في التصدع) عندئذٍ يكون من الضروري حشد المفاصل من أعلى وأسفل القرص لتمكين لبّ النواة الذي يتوسط القرص ويدعمه من العودة إلى مكانه. وهذه المعالجة تتضمن إجراءاً يخلو من الألم يعرف باسم "التعبئة" ويتوجب إتمامه من خلال عددٍ من الجلسات حيث أن لبّ النواة لا يرجع لمكانه في ليلة وصباحها (أي أنه يحتاج لبعض الوقت) ولذلك يلزم معاملته تدريجياً بلطفٍ خلال عدة أسابيع. وكلما ازداد حجم البروز كلما تطلب وقتاً أكبر لعودته. إن الإطار الخارجي يكون متأثراً في أغلب الحالات، وعادة ما يعقب العلاج فترة ثلاثة أشهر للالتئام واكتمال الشفاء.  أما إذا أُهمل علاجه فإن خارج القرص يستمر في الإصابة وبالتالي يزداد في الضعف. ومن حوالي سن ال 60 فإن الأقراص تفقد ما يقارب 20% من ماءها، كما أن قدرتها على التعافي من التفتق والبروز تقل ولكن الجراحة لمثل تلك الحالة غير ضرورية وتبقى دائمة في منتهى الخطورة في جميع مراحل العمر وذلك لأن المفاصل المجاورة تتعرض للضغط غير الاعتيادي الذي يسبب الألم ويزيد من احتمل إصابتها بشروخٍ. وهذه المفاصل تكون في العادة قوية بسبب تآزرها مع الأربطة والأنسجة المجاورة لها  والتي تشمل الأقراص الفقرية والتى يجب عدم مسها حتى تخدم الغرض الذي خلقت لأجله كأفضل ما يتأتى. إن الأقراص المنتفخة أو البارزة من الممكن تؤثر على الأعصاب الأخرى مثل العصب الوركي الذي يسبب ألم عرق النسا،والذي ينتج عنه، بالتالي،  الألم الشديد في الرجل، الفخذ، الأرداف، الورك، القدم، أصابع القدمين. وإذا تأثر الجزء العلوي من الظهر فعندئذ تأخذ الأعراض في الظهور بالذراعين واليدين والأصابع وعن طريق الألم يمكن معرفة مكان القرص المتأذي المصاب. وعلى الرغم من قسوة الألم فإن العلاج الجراحي غير مطلوب ولا يجب استخدامه مهما كانت الأحوال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق