بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 29 أكتوبر 2011

عرق النسا (العصب الوركي) SCIATICA

هذا هو المصطلح المستخدم من الشخص العادي (غير المتخصص) لوصف مشكلة شائعة بالظهر، وهو بذلك ليس تعريفاً علمياً لأية حالة معينة! إن ألم عرق النسا يتعلق بالعصب الوركي وهو سميكٌ جداً ويعدّ أقوى عصبٍ في الجسم. ويمكن لهذا العصب أن يتحمل ثقلاً يبلغ وزنه 700 كيلوجرام (أي وزن سبعة رجال بالغين!) قبل أن يتمزق.
إن جذور هذا العصب تتحكم في الحركة والإحساس وتؤدي أيضاً مجموعة أخرى من الوظائف المختلطة عبر العظام والعضلات والجلد، وهذه الجذور تنقسم إلى فرعين يمران خلال العمود الفقري إلى الوركين ومن ثم إلى كل رجلٍ.
وحيث أنه توجد اختلافات وظيفية بين جذور الأعصاب، فإن أنواع مختلفة من الألم يمكن أن تنتج بسبب ذلك (علي سبيل المثال: ألم باهت في العظم، تخدر و تنميل في الجلد، وألم حادّ في العضلات)، وبالطبع فإن هذه الأعراض من الممكن جداً أن تتداخل وتحدث مجتمعةً في نفس الوقت.

إن العصب الوركي يتقارب بدرجة تكاد تصل للتلاصق مع الأقراص المجاورة ( من 1.5 إلى 1.2 من الملليمتر فقط)
وهذا يفسر سبب ظهور الألم الذي يعرف باسم ألم تصلب الفقرات القَطَنية. وهذا الألم ينشأ بسبب الشدّ المفرط أو الاحتكاك في مخارج العصب دوناً عن الأقراص ذاتها، حيث أن الضغط على العصب قد لا يتسبب بالضرورة في حدوث أي ألمٍ. وكنتيجة للاحتكاك "الآلي" والتأثير الذي ينشأ عنه في أيِّ من جذور العصب، فمن الممكن أن يؤدي ذلك لحدوث التهابٍ، وهو يسبب آلاماً شديدةً بصورةٍ لا تُحتمل.
وإذا لم يتم العلاج بصورة صحيحة فإن ذلك سيتسبب في خدش المنطقة المحيطة بالجزء الملتهب، وذلك بدوره، مع الوقت، سيؤدي إلى تخفيض إمداد الدم في العروق. (حيث أن الجسم عادة ما يُخَفِّض من إمداد الدم لعروقٍ معينة إذا أصيب جزء منه بخدشٍ على اعتبار أنه لم يعد يحتاج لنفس القدر من الإمداد الذي كان يتطلبه وهو معافىً!) وهذه الحالة من الممكن أن تحدث كنتيجة مباشرة للتغيرات الطارئة أو كرد فعل للعملية الجراحية، وتصاحبها عادةً آلامٌ في تلك الأعصاب بسبب تأثرها بالإصابة.
العلاج
إن استخدام العلاج اليدوي للعصب الوركي أي عرق النسا ليس بالأمر الجيد، لأنه يتسبب في إحداث الرضوض في المنطقة المحيطة بطرف العصب، ويتطلب بالضرورة التئامها للمرة الثانية مما يزيد من استفحال الحالة وتأزمها. وإذا تقلصت مرونة الأنسجة الطرية فإنَّ نوبات الألم الموضعي تُضحِي في غاية السهولة. ولذلك فإن من يعانون من الآلام المزمنة عليهم الابتعاد عن العلاج اليدوي واللجوء بالأحرى إلى التحريك وذلك لإزالة الاحتكاك عن جذور العصب المتأذية.
وكمرشدٍ عامٍ فيما يتعلق بأعراض آلام عرق النسا، فإن الورك والحقو تدعمهما أعصابٌ من الفقرة القطنية الأولى، والفخذ من الفقرة القطنية الثانية، والركبة من الفقرة القطنية الثالثة، والعرقوب من الفقرة القطنية الرابعة، وعِجْلَة الساق والكاحل و القدم من الفقرة القطنية الخامسة والفقرة العجزية الأولى، وتلك جميعها تتأثر بنسبة 85% من الحالات.
إن علاج عرق النسا من الممكن أن يتم بسهولة من خلال رفع الضغط عن العصب المتأذي في نقطة التقاءه بالمفصل من أجل إبعاد مصدر الاحتكاك عن العصب المتأذي. ويتأتى إحساس التخلص من الألم بعد مجموعة جلساتٍ قليلةٍ حينما تسترد العضلات وهيكل العظام وظائفهم الطبيعية.
إن اختبار رفع الرجل على استقامتها (المسمى باختبار "لاسوج") يمكن أن يقدم مؤشراً واضحا لمستوى الضغط المطلوب، و يبين كذلك تحديداً مصدر المشكلة فيما يتعلق بارتباطها بجزءٍ محددٍ من العمود الفقريّ.
وكما هو الحال مع أي اعتداء مزمنٍ ينشأ بجذور العصب فإن الأمر قد يتطلب بضعة أشهرٍ حتى يستعيد العصب حالته الطبيعية الصحية ويختفي الوخز والتخدر "والتنميل"، بمعدل 24 ساعة لكل ملليمتر من العصب.
إن الجراحة الفقرية للقرص المستنصل (بين الفقرات) دائما ما تجرى بنيّة استئصال القرص كلياً أو استئصال بعضه جزئياً لتخفيف الضغط عن العصب الوركي (عرق النسا) إلاّ أن نتائج إضعاف استقرار العمود الفقري عن طريق إزالة أو دمج الفقرات معاً تتسبب في ضررٍ يفوق الحالة الأصلية، وهو أمر ليس له لزوم بالمرّة لأن نفس النتيجة يمكن تحقيقها في بضع أسابيع قليلة من خلال العلاج الطبيعي. إن مفتاح النجاح (كما هو الحال مع جميع حالات العلاج الطبيعي) يتركز في العثور على المعالج المُؤَهَل وذو الخبرة لعلاج تلك الحالة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق